أثارت "فضيحة" سرقة نحو ألفيّ قطعة أثرية من المتحف البريطاني تساؤلات عن احتمالية وجود آثار عراقية من ضمنها، في ظل التحفظ عن تفاصيل العملية وعدم الإفصاح عن كامل المسروقات من قبل إدارة المتحف.
وبحسب ما تم الإعلان عنه، فإن غالبية الآثار المفقودة كانت عبارة عن "قطع صغيرة محفوظة في مخزن" لمجموعةٍ واحدة.
وشملت الآثار "مجوهرات ذهبيّة، وجواهر مصنوعة من شبه الأحجار الكريمة، والزجاج الذي يعود تاريخه للفترة من القرن الـ15 قبل الميلاد والقرن الـ19 الميلادي"، وفق ما أشار إليه المتحف، ولم تُعرَض أي من الآثار للجمهور مؤخراً، واحتُفِظ بها غالباً لأغراض أكاديميّة وبحثيّة.
ووفقاً للتصريحات الرسمية، اختفت القطع الأثرية من المتحف قبل بدء العام 2023، وقد امتدت عملية السرقة على فترة زمنية ولم تحدث في واقعة واحدة.
ورغم تأكيد المتحف البريطاني باستعادة بعض العناصر التي سُرقت من المؤسسة المرموقة، وبيعت عبر الإنترنت، بحسب ما ذكره رئيس المتحف، جورج أوزبورن، إلا أن هذه "الفضيحة" لم تبق محلية الطابع.
فقد أثارت ردود فعل خارجية بعدما جددت دول حول العالم، مطالبها لبريطانيا باستعادة آثارها الموجودة في المتحف البريطاني، بحجة أنه "ليس قادراً على حمايتها والمحافظة عليها".
وهي نفس الحجة التي لطالما ساقتها إدارة المتحف لرفض إعادة الآثار لدول يقول المتحف إنها "عاجزة عن صون أشياء ثمينة في تاريخها".
يشار إلى أن هارتويغ فيشر مدير المتحف البريطاني في لندن قد استقال بسبب وقوع عمليات سرقة وفقد إلى جانب تلف بعض القطع من مجموعة المتحف، معترفاً بأن المؤسسة لم تستجب بشكل شامل عندما تم تحذيرها من السرقات في عام 2021.
ولم تلق الشرطة حتى الآن القبض على أي شخص مشتبه بتورطه في حادثة السرقة، ولكن موظفاً في المتحف تم طرده من عمله بسببها ويخضع للتحقيق.
وفي هذا السياق، يقول رئيس هيئة الآثار والتراث العراقية، ليث مجيد حسين، إن "المتحف البريطاني يحتوي على الكثير من الآثار العراقية لكن لا توجد إحصائية لها، كون هذه الآثار خرجت منذ القرن الثامن عشر عبر تجار آثار وبعثات تنقيب غير رسمية".
ويوضح حسين، أن "المتحف لم ينشر لائحة بالمسروقات ونوعياتها وعائديتها، لمعرفة وجود آثار عراقية من عدمه، وكان من المفترض جرد المحتويات بعد الحادثة لمعرفة المسروق منها، وسيتم الطلب رسمياً بهذا الشأن ولمعرفة الإجراءات المتخذة بعد عملية السرقة".
ويؤكد رئيس هيئة الآثار والتراث العراقية في ختام حديثه على ضرورة "حماية الآثار العراقية أو إعادتها إلى موطنها الأصلي".
المصدر:شفق نيوز
اذا اعجبك الموضوع اضف تعليق