خلال الأيام الماضية، امتلأت مواقع التواصل العراقية بأخبار وصور تزعم وجود عملية عسكرية مفترضة للقوات الأميركية في العراق.
وغذت تلك الأخبار غير الصحيحة، كثير من صور ومقاطع فيديو، كان بعضها مزيفا، تظهر انتشار عربات عسكرية أميركية في مناطق مختلفة من البلاد بضمنها العاصمة بغداد.
لكن القيادة العسكرية الأميركية ووزارة الخارجية نفتا عدة مرات وجود أية عملية عسكرية في العراق.
ونفى متحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) لـ "الحرة"، الثلاثاء، ما تداوله الإعلام المحلي ووسائل التواصل الاجتماعي بالعراق حول "تحركات عسكرية أميركية هناك" بقصد القيام بعملية عسكرية.
النفي يقابل بالتشكيك
وفي تغريدة على موقع إكس، الذي كان يعرف سابقا بتويتر، شكك السياسي العراقي المعارض فائق الشيخ علي، وهو نائب سابق في البرلمان العراقي، بالتصريحات الأميركية، قائلا بسخرية إن من المفهوم استبدال القوات، لكن "لماذا تستبدل المعدات".
ونسب مغرد تصريحات لكاظم الصيادي، وهو نائب عراقي سابق، تزعم أن هناك مطالبات أميركية لساسة عراقيين بـ"التعاون" تحت طائلة "التهديد".
وأعلنت قيادة عمليات "العزم الصلب"، وهو الاسم الرسمي للعمليات التي يقودها التحالف الدولي لمواجهة تنظيم داعش في العراق، إنها تجري تبديلا روتينيا للجنود العاملين في العراق بصفة غير قتالية تشمل أيضا استبدال معدات قتالية.
وأشارت القيادة في بيان إلى أنه من أجل إعادة انتشار الوحدة التي تنتهي المدة المقررة لإنتشارها، يجب أن يكون أفراد الخدمة في الوحدة المقرر لها أن تحل محلها على أهبة الاستعداد والجاهزية لتولي المسؤولية ويشمل ذلك المعدات العائدة للوحدة".
وأضافت القيادة في البيان "خلال عمليات الإحلال والمناوبة لهذه القوات، تجري تحركات القوات والعجلات والمعدات داخل العراق وخارجه".
وفيما تحدث مدونون عراقيون عن "هروب المسؤولين" خوفا من عملية عسكرية أميركية قد تستهدف "قلب النظام" الحالي، هدد آخرون، من ضمنهم قادة ميليشيات، بـالحرب ضد القوات الأميركية.
ويقول الصحفي العراقي أحمد حسين إن تحركات القوات الأميركية كانت الموضوع الأكثر متابعة في العراق خلال الأسبوع الماضي، على الرغم من النفي العراقي والأميركي لوجود أي عملية عسكرية.
ولا يزال وسم "القوات الأميركية" على موقع إكس يحتل مراتب متقدمة بعد مرور أكثر من أسبوع على انطلاقه.
ويفسر حسين لموقع "الحرة" الإشاعات المرتبطة بتحرك القوات الأميركية بأنها "تشير إلى يأس من حدوث التغيير المأمول بآلية داخلية مثل الانتخابات أو التظاهرات" وترقب كبير مع "تدهور الأوضاع في كثير من المجالات في البلاد".
ويقول المراقب والمحلل السياسي العراقي، أحمد السهيل، إن "سهولة انتشار مثل هذه الشائعات في البلاد، وتفاعل أشخاص قريبين من مصادر القرار معها يشير إلى وجود قلق حقيقي داخل دوائر السلطة وانعدام ثقة في التحالف الأميركي العراقي".
ويضيف السهيل لموقع "الحرة" أن "الإشاعات انطلقت بالتزامن مع زيارة أجراها وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي ومسؤولين عسكريين كبار إلى واشنطن، التقوا خلالها بوزير الدفاع الأميركي ومسؤولين عسكريين أميركيين ومسؤولين من وزارة الخارجية الأميركية".
ويتابع "على الرغم من هذا، والأنباء التي تشير إلى قرب لقاء مفترض لرئيس الوزراء العراقي محمد السوداني والرئيس الأميركي جو بايدن، فإن إشاعة مثل إسقاط النظام بحركة أميركية هزت البلاد بشكل كبير، مما يشير إلى أن مشاعر الصداقة المعلنة بين حكومتي بغداد وواشنطن لا تقنع كثيرين في العراق".
المصدر: الحرة
اذا اعجبك الموضوع اضف تعليق