سبب فشل قوات التحالف في استخدام القبائل العراقية لتأمين خطوط انابيب النفط وخطوط الطاقة الكهربائية التي تمرعبر مناطقهم؟
البعد القبلي الخفي في مسألة حماية البنى التحتية!
في كتابهما الأكثر مبيعا (الاقتصاد المرعب: اقتصادي مارق يحقق في الجانب الخفي من كل شيء) جادل المؤلفان ستيفن ليفيت وستيفن دبنر بأن فهم دور الحوافز "هو مفتاح حل أي لغز" يتعلق بالسلوك البشري، ولتفسير ذلك الشعورالذي يراود المرء بأن "الأمور ليست كما تبدو تماما."
هل يمكن للكتاب المذكور أن يساعد في الاجابة عن سبب فشل قوات التحالف في استخدام القبائل العراقية لتأمين خطوط انابيب النفط وخطوط الطاقة الكهربائية التي تمرعبر مناطقهم؟
حل الجيش العراقي 2003
بعض الخلفية: بسبب قرار سلطة الائتلاف المؤقتة بحل الجيش العراقي وماتبعه من انعدام وجود عناصر امنية عراقية مدربة، فقد دفع التحالف في عدد من المناسبات اموالا للعشائر لتأمين البنى التحتية الستراتيجية في بعض اجزاء العراق وخاصة خطوط النفط والطاقة الكهربائية. ولكن مع ذلك استمرت الهجمات على تلك الخطوط، الى درجة ان انبوب النفط (بيجي- كركوك) الحيوي واجزاء من الشبكة الكهربائية الوطنية اغلقت لمدد طويلة. ما الذي يجري؟
كانت تقديرات حكومة الولايات المتحدة تميل الى التركيز على العيوب في هيكل الحوافز- وهو جواب كان يمكن انتزاعه مباشرة من صفحات كتاب (الاقتصاد المرعب). وفقا لمكتب المحاسبة الحكومي (GAO)، فإن "وزارة الكهرباء وقعت عقودا مع رؤساء القبائل، ودفعت لهم نحو 60 دولارا - 100 دولار لكل كيلو متر لحماية خطوط النقل التي تمر عبر مناطقهم.
ومع ذلك، أفاد مسؤولو [مكتب إدارة إعادة إعمار العراق IRMO] أن نظام الحماية معيب ويشجع على الفساد. ووفقا لمسؤولي برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والمسؤولين الامريكان، فإن بعض القبائل التي تدفع لها الأجور لحماية خطوط نقل الكهرباء تقوم ايضا ببيع مواد من الخطوط التي تخرب وتفرض ضرائب لفتح الطرق لاصلاح الخطوط.
صرح مسؤولو IRMO أنهم يريدون من وزارة الكهرباء تغيير النظام بحيث يتم دفع الأجور فقط في حالة بقاء الخطوط صالحة للتشغيل لفترة معقولة من الزمن.
قوات التحالف حرب العراق
وقد كررت مجموعة دراسة العراق (ISG) المفوضة من قبل الكونغرس في تقريرها هذه النتائج، موصية بأن تحسن قوات التحالف أمن الأنابيب "عن طريق دفع المال للعشائرالمحلية على أساس الإنتاجية فقط (بدلا من الرواتب الثابتة)
تظل مشكلة واحدة مع نموذج GAO وISG لتحفيز القبائل هو أنه يفشل في شرح طريقة منع القبائل من تعظيم أرباحها عن طريق أخذ المال من كل من المتمردين وقوات التحالف (تحمل مستوى معين من العنف ضد خطوط الأنابيب أو خطوط الكهرباء ، ولكن ليس بما يكفي للحد بشكل كبير من الإنتاجية). بصراحة، المطلوب هنا نموذج أكثر ذكاء ، نموذج يعترف بأن القبائل تعمل على كسب المال من خلال اللعب على الطرفين (المتمردين والتحالف)
تظل مشكلة واحدة مع نموذج GAO وISG لتحفيز القبائل هو أنه يفشل في شرح طريقة منع القبائل من تعظيم أرباحها عن طريق أخذ المال من كل من المتمردين وقوات التحالف (تحمل مستوى معين من العنف ضد خطوط الأنابيب أو خطوط الكهرباء ، ولكن ليس بما يكفي للحد بشكل كبير من الإنتاجية). بصراحة، المطلوب هنا نموذج أكثر ذكاء ، نموذج يعترف بأن القبائل تعمل على كسب المال من خلال اللعب على الطرفين (المتمردين والتحالف)
علاوة على ذلك، فشل حل GAO / ISG في تقدير الديناميكية والسياسة والعلاقات بين الجماعات القبلية وغير القبلية . هناك سبب وجيه للاعتقاد بأن بعض الهجمات، إن لم يكن الكثير منها، على أنابيب النفط وخطوط الطاقة الكهربائية قامت بها نفس المجموعات التي يدفع لها التحالف لحمايتها. لماذا يفعلون هذا؟ ربما للأسباب التالية:
- استمرار وظائفهم.
- ابتزاز المزيد من المال من الائتلاف.
- تعظيم الأرباح ومراعاة مصالحهم من خلال العمل مع كل من المتمردين وقوات التحالف.
- احتجاج رجال القبيلة بسبب التفاوت الممكن في توزيع الأموال داخل القبيلة من قبل رئيسها.
ومن الممكن أيضا أن القبائل التي لا تتقاضى رواتب تشارك في بعض الهجمات، إما للحصول على نصيب من الأعمال من خلال خلق مشكلة أمنية ثم التقدم لحلها، أو للاحتجاج على التعدي على أراضيهم القبلية التقليدية من قبل العشائر التي تحصل على رواتب التحالف .
- استمرار وظائفهم.
- ابتزاز المزيد من المال من الائتلاف.
- تعظيم الأرباح ومراعاة مصالحهم من خلال العمل مع كل من المتمردين وقوات التحالف.
- احتجاج رجال القبيلة بسبب التفاوت الممكن في توزيع الأموال داخل القبيلة من قبل رئيسها.
ومن الممكن أيضا أن القبائل التي لا تتقاضى رواتب تشارك في بعض الهجمات، إما للحصول على نصيب من الأعمال من خلال خلق مشكلة أمنية ثم التقدم لحلها، أو للاحتجاج على التعدي على أراضيهم القبلية التقليدية من قبل العشائر التي تحصل على رواتب التحالف .
ومن المرجح أن جميع هذه العوامل كانت موجودة من وقت لآخر. وأن مجموعة متنوعة من اللاعبين كانوا متورطين- من المهربين والمتمردين والعصابات الإجرامية، وعناصر الأمن الفاسدين. ومن المثير للاهتمام، أن العراقيين وأفراد التحالف الذين يتعاملون مع هذه القضية على أساس يومي، كانوا يدركون تعقيد المشكلة، حتى لو كان البعض في واشنطن لا يفهم.
الحل لمشكلة توظيف القبائل لحماية البنية التحتية لايتعلق بالحوافز الملائمة، وإنما هو أيضا مسألة فهم المحركات والسياسات القبلية في المناطق المعنية. بالتأكيد، الأمور ليست دائما كما تبدو.
وفي النهاية يطلع الكاتب بحكمة وهي : إن الوعي بالثقافة القبلية والتصرف بموجبها يحمي قوات الغزو أكثر من الرصاص. وهو يقصد بفهم الثقافة، كما اوضح في كل ما تقدم: اللعب على منافسات العشائر وطرق تفكيرها واوجه قصورها او قوتها والايقاع بينهم واستغلالهم على أفضل وجه، من اجل تحقيق اهداف الاحتلال... انتهى
اذا اعجبك الموضوع اضف تعليق